Duration 16:10

مقومات التكليف 17 التفكر في خصائص العقرب الغريبة

141 watched
0
2
Published 23 Jan 2020

إنّ الإنسانَ هو المخلوقُ المكلَّفُ بحملِ الأمانةِ، قال تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [ الأحزاب: الآية 72 ] أوّلاً: الكونُ: هذا الكونُ بمجرَّاته، بكواكبِه , بمذنّباتِه، بأبراجِه، بسماواتِه، بأرضِه، وبما فيها من جبالٍ وأنهارٍ، وأسماكٍ وأطيارٍ، وأنواعٍ لا تُحصى من النباتاتِ، وأنواعٍ لا تُحصى من الحيواناتِ، هذا الكونُ ينطقُ بثلاثِ كلماتٍ ؛ ينطقُ بأنّ اللهَ موجودٌ , و بأنّ اللهَ واحدٌ , و بأنّ اللهَ كاملٌ. هذا الكونُ مَظْهَرٌ لأسماءِ اللهِ الحسنى، وصفاتِه الفضلى، في القرآنِ الكريمِ ما يزيدُ على ألفٍ وثلاثمئة آيةٍ كونيّةٍ، ألم يسألْ أحدُنا نفسَه: لماذا جاءت هذه الآياتُ في القرآنِ الكريمِ ؟ لو لم نكن مكلَّفين أن نتفكرَ فلماذا هذه الآياتُ ؟ هل يعقلُ أنْ يقولَ اللهُ كلاماً لا معنى له ؟ ليس هذا من المعقولِ إطلاقاً، فما دام هناك آياتٌ كونيّةٌ فهذا يعني أنّ هناك عبادةً اسمها التفكرُ، وهي من أرقى العباداتِ، لأنها تضعك أمام عظمةِ الله عز وجل، إنّ معرفةَ الله تعالى من أصولِ الدين، ويُعرَفُ اللهُ من خلالِ التفكّرِ في خَلقه ( الآيات الكونية )، ويُعرَف من تدبُّرِ كلامِه، ( الآيات القرآنية )، ويُعرَف من النظرِ في أفعاله والتفكّرُ هو أوسعُ، وأسرعُ طريقٍ للوصول إلى اللهِ تعالى، إنه يعني أنْ يعرفَ الإنسانُ ربّه، وكلما ازدادت معرفتُه بالله ازدادتْ طاعتُه له، و ازدادت خشيتُه له، وازداد إقبالُه عليه، وازداد رجاؤُه لرحمته، كيف نقرأ الكون: ينبغي أن نقدرَ اللهَ حقَّ قدْرِه عن طريقِ العلمِ، وقد عبّر اللهُ جل جلاله عن العلمِ بمفتاحِه، وهو فعل: ﴿ اِقْرَأْ ﴾ [ العلق: من الآية 1 ] وفي اللغةِ أنّ الفعلَ إذا حُذف مفعولُه أُطلق معناه، فنقرأ في كتابِ اللهِ، أو في بيانِ المعصومِ ، أو في كتابِ الكونِ، فالكونُ قرآنٌ صامتٌ، والقرآنُ كونٌ ناطقٌ، والنبيُّ عليه الصلاة والسلام قرآنٌ يمشي، لو سألَ أحدُنا نفْسَه سؤالاً: لماذا أنا مقصّرٌ ؟ لماذا أقترفُ بعضَ الأخطاءِ ؟ لماذا لستُ على ما ينبغي من الورعِ ؟ نقول له: هناك نقصٌ في معرفةِ اللهِ. لأنّ الإنسانَ حينما يعرفُ الآمرَ، ثم يعرفُ الأمرَ يتفانى في طاعتِه، لكنه إنْ عرفَ الأمرَ، ولم يعرفِ الآمرَ تفنَّنَ في التفلُّتِ من الأمرِ. وحينما يعلمُ الإنسانُ أنّ علْمَ اللهِ يطولُه، وأنّ قدْرتَه تطولُه فلابد من أنْ يطبِّقَ أمْرَه أولاً: التفكّرُ في الشيءِ وأصلِه: قال تعالى: ﴿ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ [ العلق: الآية 2 ] ثانياً: التفكّرُ في الشيءِ وعدمِه، قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [ الملك: الآية 30] تصور بلداً بلا ماء، ما قيمته ؟ إليك هذه النماذج المادية الملموسة للتفكر. 1- جسمُ الإنسانِ: هناك في حياةِ كلٍّ منّا آياتٌ معجزةٌ صارخةٌ دالّةٌ على عظمةِ اللهِ عزّ وجل، منها جسمُنا الذي هو أقربُ شيءٍ إلينا، ففي رأسِ كلٍّ منا ثلاثمئةُ ألفِ شعرةٍ، لكلِّ شعرةٍ بصلةٌ، ووريدٌ وشريانٌ، وعضلةٌ وعصبٌ، وغدةٌ دهنيةٌ، وغدةٌ صبغيةٌ. وفي شبكيةِ العينِ عشرُ طبقاتٍ، فيِها مئةٌ وأربعون مليونَ مستقبِلٍ للضوءِ، ما بينَ مخروطٍ وعُصَيّةٍ، قيمةُ العقلِ: العقلُ أصلٌ في الدينِ، والآياتُ التي تحدّثتْ عن العقلِ بشكلٍ أو بأخرَ تقتربُ من الألفِ، إلاّ أنّ العقلَ يختلف من إنسانٍ إلى آخرَ، لذلك نقيِّدُ العقلَ بالصريحِ، لأنّ هناك عقلاً تبريريًّا، مرتبطاً بالأهواءِ والمصالحِ، سيأتي ذكرُه. هذا الجهازُ الخطيرُ الذي أودعَه اللهُ فينا يجبُ أنْ يتوافقَ مع الشرعِ مئةً بالمئةِ، ذلك لأنّ الشرعَ من عندِ اللهِ

Category

Show more

Comments - 0