Duration 2:38

دعوة على منهاج النبوةطريقنا للدعوة الى الله في غابات وجبال افريقيا

7 117 watched
0
0
Published 15 Mar 2020

{ سنة الدعوة هى التضحية بالأموال والأنفس } إن النبوة قد ختمت ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم ، ولكن جهد النبوة لم يختم بل هو باق إلى يوم القيامة وهو جهد الدعوة إلى الله تعالى الذى شرف به هذه الأمة واختصها بالخيرية عن سائر الأمم لأنها تحمل أمانة البلاغ والدعوة ، فهى ليست أمة عابدة فقط بل هى أمة عابدة وأمة داعية ، ولذلك تحرك الصحابة إلى المشارق والمغارب يجوبون الأرض طولا وعرضا ليبلغوا أمانة نبيهم التى حملها لهم ولمن بعدهم . إن الدعوة إلى الله هى أم الأعمال ، فبها ينتشر الدين ، ويعم النفع والخير ، ويزداد إيمان القديم ويفد على الإسلام جديد ، ويعرف الحلال من الحرام ، والمندوب من المكروه من المباح ، وتركها طمس لمعالم الدين وإطفاء لنوره ، وهذا لن يكون لأن الله قد حفظه وسيعليه بإذنه بنا أو بغيرنا . فالدعوة سبب إحياء الفرائض والسنن ، وتركها وإهمالها سبب لانتشار البدع والجهالة ، ولكن ماهو سبيلها وطريقها ؟ إن فى القلوب ظمأ إلى الإيمان ، فالكل محتاج إلى ربه ، وهناك عيون تريد أن ترى النور ، وآذان متعطشة إلى سماع الحق ، فمن يوصل النور إلى هؤلاء الحيارى ، ومن يروى عطش هؤلاء الظمأى ؟؟ لابد من التضحية لإيصال الحق إلى الخلق ، وإلا عربد الشيطان وجثم على الصدور والقلوب ، وحال بينها وبين دفء الإيمان وحلاوة اليقين . لاتخلو بقعة من البقاع ولاقرية من القرى ، ولانجع من النجوع ولاكفر من الكفور إلا وفيه محبون للحق وأهله ، وحريصون على الخير وفعله ، وهذا الصنف من الناس هم أصحاب الفطرة السليمة ، والقلوب الرقيقة ، والأفئدة النقية ، وهذه صفات أتباع الرسل الكرام الذين آزروهم ونصروهم وآمنوا بهم وبماجاؤوا به من الحق الواضح المبين ، فما أن يصدع الداعى بكلام الحق والخير إلا وتشرئب أعناقهم وتنفتح له قلوبهم ، فتقبل على الله عز وجل راجية ثوابه وطامعة فى جنته وخائفة من سخطه وعائذة به من عذابه وصابرة على مايعترضها من تنكيل وإيذاء ، فتلك سنة هذا الطريق . بل لقد أوصى الله بهم أنبياءه لأنهم صدقوا حين كذب الناس وآمنوا حين كفروا ، ونصروا حين خذلوا فهؤلاء أحباب الله ورسوله . أين حملة أمانة الدين ؟ أين طلبة العلم ؟ أين الدعاة إلى الله ؟ أين جهودكم يا طلبة العلم ويا دعاة الإسلام فى رد الشارد ونصح الغاوي وتعليم الجاهل ؟! أين جهودكم لمكافحة التبشير من جهة والتشيع من جهة أخري والتغريب من ناحية ثالثة ؟! أين جهودكم لانتشال شبابنا وبناتنا من براثن العلمنة وفخاخ الإلحاد وأبواب البدع ؟! أين جهودكم على مجتمعاتكم ومجتمعات الغرب ؟! لماذا لا نري منكم من يقتطع من وقته - وقفا لله - يومين كل شهر يجوب فيها بلدته أو بلدة مجاورة له يدعوا الناس إلى الله ويبصرهم بما يجب عليهم وما يحرم ؟! لماذا تقتطعون من الأوقات للسفر لطلب الأموال ولا تقتطعون للسفر لطلب الجنة ؟! لقد باع الصحابة أموالهم وأنفسهم لله واشتروا الجنة ! فماذا قدمنا وبماذا ضحينا ؟! لابد من وقفة صادقة مع النفس ، نراجع فيها موقفنا ونعيد حساباتنا ونضبط زوايا حياتنا . لتكون على ما يرضي الله ورسوله . اجتهدوا فى الدعوة إلى الله . اخرجوا إلى الناس فى الشوارع وكلموهم عن الله وعن آلائه ونعمائه علينا وعما يجب علينا له تبارك وتعالى ! كلموهم عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته وتصديقه ! كلموهم عن أفرض العبادات بعد التوحيد - الصلاة - وعن خطورة تركها أو التهاون فيها ! كلموهم عن واجبهم تجاه دينهم . كلموهم عما هم بحاجة إليه يا أتباع رسول الله . والذى نفسي بيده ليأتين علينا زمان سوف نتحسر فيه على كل لحظة مرت علينا لم ندعوا الناس إلى الله فيها . لما نري من شدة الفتن وكثرة البلاء وعظم المصيبة . انتبهوا يا طلبة العلم . دعوكم من الشعارات والخلافيات وتضييع الأوقات فى قضايا جانبيه . تجنبوا التهارش مع إخوانكم وانشغلوا بما يفيد أمتكم ولا أفضل من الدعوة إلى الله على بصيرة ولا يخلوا فرد منا من بصيرة فى مسألة . استعينوا بالله وخذوا الكتاب بقوة وأدوا الأمانة التى حملكم الله إياها . ولا للتجريح ولا للتسفيه ولا لتزكية النفس .قال الله جل جلاله : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) كلنا سائرون إلى الله وإن اختلفت الطرقات . (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ). نحن المسلمون نريد ما أمرنا الله جل جلاله به بقوله . (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) نجمع الأمة بالحكمة والموعظة الحسنة والمحبة والشفقة والإكرام والصبر والتحمل و بالتي هي أحسن ولانفرق بالعصبيات العنصرية والمذهبية والفئوية و...و....و....اختلفت الأسماء والهدف واحد . يجب أن يكون هدفنا جميعا واحد وهو " لا إله إلا الله محمد رسول الله " وقرآن وسنة . وقبلة واحدة وأن نتآخى ونتناصح ونأخذ بأيدي بعضنا البعض بالحسنى . في هذا الطريق طريق الأخوة في الله نوحد الأفكار ونوحد القلوب ونوحد الجهود لنستجلب نصرة الله ومعيته . هذه هي سبيل المسلمين والمؤمنين حقا لم يرد قط عن أسلافنا الصالحين السباب والشتم والهمز واللمز أبدا وإن اختلفوا . أسأل الله تعالي أن يجعلنا ممن يقولون فيعملون ، إنه جواد كريم بر رؤوف رحيم .

Category

Show more

Comments - 41